كيف تحوّلت أوبر من مشروع ناشئ إلى أحد أكبر شركات النقل التشاركي؟

لكل شركة قصة نجاح يرويها رؤساؤها بفخر في كل مناسبة أو حفل تكريم. أوبر هي واحدة من الشركات التي ذاع صيتها بقوة في العقد الأخير. الشركة التي بدأت من فكرة، أصبحت اليوم أحد أكبر الشركات العالمية والتكنولوجية في مجال النقل التشاركي وتوصيل الأفراد والأشياء كذلك!

يعود الفضل في تأسيس شركة أوبر تكنولوجيز إلى ترافيس كالانيك وجاريت كامب. المؤسسان خرجا بفكرة إنشاء تطبيق يربط بين العملاء الباحثين عن سيارة أجرة أو توصيلة، مع أصحاب مكاتب السيارات.

بدأ تنفيذ الفكرة في مدينة نيويورك الأمريكية بأسطول يتألف من ثلاث سيارات فقط، واليوم تفتخر الشركة بفروعها الممتدة في أكثر من 700 مدينة عالمية، وإتاحتها فرص عمل لمئات الآلاف من السائقين المشاركين.

أوبر كانت في البداية مجرد فكرة مشروع ناشئ بتمويل محدود حالها كحال أي مشروع آخر، لكن حسن إدارة المشروع ساهم في توسّعه بشكلٍ تدريجي حتى أصبح بالقوة والحجم الذي وصل إليه اليوم!

وعلى الرغم من خسارة الأموال الشهرية التي تُعلنها الشركة، والتأثير السلبي المالي على أرباح الشركة بفعل جائحة فيروس كورونا، لكن الشركة لا تزال صامدة وعملاؤها بازدياد ملحوظ وأعمالها في نموٍ مستمر!

هذا الأمر يدفع أصحاب المشاريع إلى التفكير في الاستراتيجية الصحيحة التي تتبعها اوبر من أجل الحفاظ على نموها وعملائها في وقتٍ تُلاقي فيه معظم المشاريع الناشئة فشلًا ذريعًا وينتهي مصيرها إلى الانهيار!

 

دروس مستفادة من نجاح شركة أوبر..

أوبر

أفكار عكس التيار!

لعل أشهر ما يُقال عن مؤسس شركة أوبر هو اتّخاذه قرارات عكس التيار وعكس السوق. فبعد دراسة السوق ومتطلباته وبيانات جوجل، اتّضح أن هناك تناسق بين المنتوج والسوق، وهو ما يُعرف باسم Product Market Fit في علم التسويق.

من هنا، بدأ فريق العمل في إنشاء تطبيق أوبر في مدة ثلاثة أشهر، وتطويره بشكلٍ كبير وتحسين التصميم ليُصبح ما هو عليه اليوم. وأصبحت هناك فكرة أوضح عن ما يحتاجه التطبيق بالتحديد ليعمل بطريقة one click ببساطة.

 

البيئة التنافسية العالية لفريق العمل..

أحد أهم الأسباب التي جعلت مشروع أوبر ينجح ومشاريع أخرى عديدة مشابهة فشلت هو التنافسية العالية في بيئة العمل. ليست كل أفكار اوبر ناجحة، فالعديد من الأفكار والتطبيقات لاقت فشلًا ذريعًا، لكن التنافسية الكبيرة، والتركيز على فهم المشاكل وحلّها، زاد من فرص نجاح الشركة.

إن كُنت تّفكّر في تنفيذ فكرة مشروع ناشئ في رأسك، فإن دراسة مشروع اوبر يمنحك العديد من الدروس المستفادة، وكيفية النهوض بفكرة لتُصبح شركة عالمية ضخمة.

منذ البداية، علمت الشركة أن كل دولار تنفقه سيعود عليها بقيمة إضافية طبقًا لمعادلة دقيقة، الأمر الذي دفعها إلى الاستثمار بكثرة في البداية لتصل إلى حاجز اللاعودة وتلتهم كل شيء.

كما سعت الشركة إلى تحدي قوانين الدول عبر إضفاء شرعية على تطبيقها من خلال الترويج له بقوة وحصد قاعدة جماهيرية كبيرة من المستخدمين. فالدولة في نهاية الأمر لن تتمكّن من سجن كافة المستخدمين، وستضطر للسماح للتطبيق بالعمل وفق شروط تضعها الدولة.

 

المصدر

اقرأ أيضًا:

أوبر للأعمال تقدم خيارات تنقل إضافية لعملائها خلال الجائحة

المزيد
20 أكتوبر، 2020