يعود الفضل في تأسيس أوبر إلى ترافيس كالانيك، الذي رسّخ صناعة النقل عبر التطبيقات الذكية وقطع بشركته شوطًا كبيرًا حتى أصبحت فعلًا مرادفًا لطلب رحلة تاكسي.
إلا أن اوبر كالانيك تختلف تمامًا عن اوبر خسروشاهي الذي تقلّد منصب إدارة الشركة بعد استقالة الرئيس التنفيذي الأسبق. فهل قاد تغيير الرأس الإداري للشركة إلى تغييرات في السياسة وزيادة في الأرباح؟
أداء أوبر في حقبة ما بعد ترافيس كالانيك
منذ أن ظهرت اوبر، ظهر عدد كبير من المنافسين فيما يُعرف الآن باقتصاد العمل المؤقت، سواء كانت شركات متخصصة في توصيل الركاب مثل ليفت الأمريكية، أو دورداش لتوصيل الطعام، أو قافلات الشحن والنقل بالمركبات الثقيلة.
على مدار العقد الماضي، واجهت أوبر سلسلة من العقبات، الداخلية منها والخارجية، كان أبرزها ادعاءات التحرش الجنسي، وسلسلة من عمليات الفصل المتعلقة بتحقيق ثقافة مكان العمل، بالإضافة إلى مقاطع فيديو ورسائل بريد إلكتروني غير مألوفة من الرئيس التنفيذي السابق والشريك المؤسس كالانيك.
بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك ضغوط سياسية وخلافات مع المنظمين، توترات نقابية، معركة قانونية مع شركة Alphabet، خسائر فادحة وصراعات داخلية بين المستثمرين.
بعد عام 2017، جلبت الشركة رئيسًا تنفيذيًا جديدًا لها، دارا خسروشاهي، الذي كان على رأس شركة إكسبيديا منذ عام 2005 وكان له الفضل الأكبر في توسيع وجودها العالمي من خلال العديد من العلامات التجارية لحجز السفر عبر الإنترنت، مثل فوركس، و Hotels.com، وHotwire.
حلّ خسروشاهي مكان كالانيك، الذي استقال بعد ثورة المساهمين وأصبح أحد أبرز مؤسسي الشركات الناشئة في وادي السيليكون.
بحسب معظم الروايات، فقد كان كالانيك متحمسًا بشأن اوبر. لكن في عام 2019، عندما استقال من مجلس الإدارة وباع جميع أسهمه في شركة النقل، قطع كالانيك آخر علاقاته بالشركة التي ساهم في تأسيسها.
بعد ذلك بعامين، كان كالانيك يعمل في بورصة نيويورك خلال الاكتتاب العام الأولي للشركة، على الرغم من أنه لم يكن في المنصة مع المديرين التنفيذيين للشركة.
بعد ذلك، مرّت الشركة بالعديد من جولات الخسارة والقليل من الأرباح الصافية. إلا أن رحلة أوبر الخاسرة للمال قد تكون على وشك الانتهاء، لكن الطريق لتحقيق فوز طويل الأجل لا يزال غير مؤكد.
جهود الشركة للتغلب على العقبات المتتالية
عانت شركات تأجير السيارات من تذبذب العرض والطلب منذ أن أبعد الوباء السائقين عن الطريق. كان على أوبر الاعتماد على الحوافز لإعادة السائقين، وقد بدأت أحوال الشركة تستقر في الأشهر القليلة الماضية.
لكن الحرب في أوكرانيا تسببت في ارتفاع أسعار الوقود بشكل كبير، الأمر الذي أقلق المستثمرين من أن تضطر الشركات إلى ضخ الملايين للاحتفاظ بالسائقين.
وقد قال خسروشاهي مؤخرًا خلال مؤتمر عبر الهاتف مع المستثمرين، إن الشركة تتوقع أن يستمر ذلك بدون “حوافز إضافية كبيرة”.
خلال فترة خسروشاهي، استثمرت الشركة بكثافة في قطاع البقالة وتوصيل السلع الجاهزة من خلال عمليات الاستحواذ، مثل الاستحواذ على شركة Postmates المتخصصة في توصيل البقالة بالولايات المتحدة.
إلا أن أسهم اوبر شهدت تراجعًا بنسبة 4.3٪ بعد أنباء عن موافقة أمازون على شراء حصة في Grubhub في صفقة ستمنح مشتركي برايم عضوية لمدة عام في خدمة توصيل الطعام.
جهود الاستحواذ على قطاع توصيل الطعام والبقالة سمح للشركة بالنجاة خلال الوباء والاحتفاظ ببعض أعمالها في ظل انخفاض تنقل الركاب، كما يعتقد المستثمرون أن ذلك سيواصل دفع أسهم الشركة للأمام.
البيئة التنظيمية الجديدة لأوبر تدفعها للمضي قدمًا
حققت شركات اقتصاد الوظائف المؤقتة، بما فيها اوبر، فوزًا في عام 2020 في كاليفورنيا، عندما وافق الناخبون على الاقتراح 22 بأغلبية الأصوات، والذي أعفى العديد من شركات اقتصاد العمل المؤقت من قانون العمل الذي هدف إلى تصنيف عمالها كموظفين بداوم كامل.
بفضل هذا التشريع، تُصنّف أوبر سائقيها كمقاولين مستقلين في بعض الأسواق ما يسمح لها بتجنب المزايا المكلفة المرتبطة بالتوظيف بدوام كامل، كالتأكيم ضد البطالة.
لكن هناك هدف معيّن تركز عليه اوبر في الوقت الحالي، وهو توليد تدفقات نقدية إيجابية ذات معنى للعام 2022 بأكمله.
يقول خسروشاهي إن شركة أوبر تسير على الطريق الصحيح للقيام بذلك.
اقرأ أيضًا:
أسعار أوبر في الإمارات ترتفع 11% بعد ارتفاع سعر الوقود
محكمة إيطالية تكشف استغلال شركة أوبر للمهاجرين بظروف عمل مهينة
المصدر