لماذا تخسر أوبر ماليًا رغم كونها أضخم شركة في خدمات توصيل الركاب؟
تُعتبر شركة أوبر أضخم شركة توصيل ركاب في الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، وفي بلدان أخرى في العالم. وأصبحت الشركة، إلى جانب شركات أخرى رائدة في هذا المجال مثل شركة Lyft جزءًا لا يتجزّأ من ثقافة تطبيقات توصيل الركاب.
لكن، وعلى الرغم من الشهرة الكبيرة التي حظيت بها الشركة على مدار 11 عام منذ تأسيسها عام 2009، والنمو الهائل والعائدات الكبيرة، لكن الشيء الذي لا يعرفه معظم الناس أن أوبر تخسر المال، بل الكثير من المال!
طوال حياة الشركة، كانت هناك العديد من المخاوف خاصةً في الآونة الأخيرة حول ما إن كان بإمكانها الاستمرار بكسب المال بسبب الخسائر المادية الضخمة، خاصةً مع توجّه الشركة إلى تطوير خدماتها وتوسيعها، وآخرها خططها لإدخال الهليكوبتر إلى نطاق عملها تحت اسم Air Taxi.
في هذا التقرير، سنشرح الآلية التي تخسر فيها أوبر الأموال. بعد كل شيء، تشتهر الشركة بكونها خفيفة الأصول، ونعني بذلك أن موظفي أوبر يمتلكون سياراتهم وهم من يدفعون ثمن الوقود وتكاليف التأمين، ولا تتحمّل الشركة هذه النفقات والتبعات المالية التي تخص مركبات السائقين.
فإن لم تكن الشركة مسؤولة عن أسطول ضخم من السيارات، فكيف يُمكن أن تخسر المال؟
كيف تخسر أوبر سنويًا؟
في وقتٍ سابق من العام الماضي، كشت أوبر عن خسارة مالية فادحة بلغت 5.2 مليار دولار في الربع الثاني من عام 2019، وهي أكبر خسارة على الإطلاق بحق الشركة قبل أزمة جائحة كورونا الاقتصادية.
وقالت الشركة آن ذاك معلقةً على الخسارة الضخمة، أن الخسارة كانت بسبب النفقات لمرة واحدة، وأنها ستعمل على تخفيض الإنفاق في الفترات القادمة. مع ذلك، لم يكن المستثمرون سعداء بالنتائج حينها، وانخفض قيمة سهم أوبر بنسبة 8% في ذلك الوقت.
في حالة شركة أوبر، كلما كان مقياس الربح أكثر صرامة (كلما زادت التكاليف التي يأخذها مقياس الربح في الاعتبار)، كلّما كانت الخسارة الفصلية أسوأ. وهو أمر منطقي!
ما يجب أخذه بعين الاعتبار أنه وبغض النظر عن مقياس الربح الذي تُحققه الشركة، سواء كان صافي الخسارة أو معدّل EBITDA، فإن الشركة تفقد الكثير من المال كل ربع سنة.
ولفهم كيف يحدث ذلك، سنبدأ بالأسعار والنظر في تكاليف الشركة من إجمالي الحجوزات، أو قيمة جميع الرحلات على منصة أوبر. فعند حساب صافي أرباح الشركة في أي ربع سنة، يجب الأخذ بعين الاعتبار إجمالي الحجوزات وما يترتّب عليه من نفقات “العائدات المضادة”، والتي تُخصم من العائدات.
كما يُؤخذ بعين الاعتبار تكاليف أخرى، منها: تكاليف التشغيل “الرواتب، والمساحة”، تكلفة الإيرادات، وتكاليف أخرى لتحديد طريقة التعامل مع الأموال. وفي الحقيقة، لا تكفي الأموال التي تجمعها أوبر من أسعار رحلاتها لدفع إيراداتها وتكاليف التشغيل؛ لذلك، تخسر أوبر المال كل ربع سنة.
يعتمد مقدار المال الذي تخسره الشركة على كيفية احتساب التكاليف وما إذا كنت تأخذ في عين الاعتبار التكاليف غير النقدية (مثل تعويض الأسهم). ولكن، وفقًا لكل مقياس ربح “حقيقي” محتمل، فإن Uber غير مربحة للغاية. وذلك ببساطة لأنها تمتلك قاعدة تكلفة أعلى من قدرتها على توليد الإيرادات.
المصادر
اقرأ أيضًا: