خلال جائحة فيروس كورونا، تأثرت العديد من القطاعات التجارية، وتهاوت اقتصادات الدول في الحضيض بعد الشلل الذي أصاب الحياة المدنية بكافة أشكالها. مثل العديد من الصناعات المتعلّقة بالسفر، تأثرت العديد من شركات توصيل الركاب بالتطبيقات الذكية، مثل أوبر وكريم، وانهارت مع شهر أبريل.
مستقبل شركات توصيل الركاب في ظل الجائحة، هل يضع الوباء حدًا لشركات النقل الذكي مثل أوبر وكريم؟
مع انخفاض في عدد الركاب بين 70 – 80%، كان للانخفاض الحاد تأثير كبير في السفر. لكن مع عملية “الانفتاح” التدريجية في الولايات المتحدة والعالم، قد يكون الطلب قد انتعش قليلًا خلال الربيع.
هل الخوف من العدوى سيضع مفاهيم جديدة لمستقبل توصيل الركاب عبر التطبيقات الذكية؟ على الأرجح، الشركات في وضع “محاولة البقاء على قيد الحياة حتى الازدهار”، حيث سيعود العملاء المحليون ومن رجال الأعمال إلى استعمال تطبيقات توصيل الركاب من أجل التنقل.
في الوقت نفسه، تضرّرت أنظمة النقل في جميع أنحاء الولايات المتحدة بسبب الوباء، مع انخفاض وصل إلى 90% في عدد الركاب. قد تؤدي الرحلات المجانية المقدّمة إلى العملاء الرئيسيين والنفور من وسائل النقل العام المزدحمة في تسريع اتجاه الطلبات على تطبيقات توصيل الركاب.
أبلغت أوبر وليفت حتى الآن عن أرقام الربع الأول فقط من العام الجاري، والتي تعكس فقط جزءًا من الوباء. في الوقت الذي تم التعرف على أول مريض بفيروس كورونا في الولايات المتحدة في 20 يناير 2020، بحلول نهاية الربع الأول في 31 مارس، كان هناك 3900 حالة وفاة و 189000 حالة مؤكدة بالإصابة في الولايات المتحدة.
في الربع الثاني، أوقفت الخطوط الجوية 16000 طائرة حيث انخفض حجم الركاب في أبريل بنسبة 90٪، انخفض إشغال الفنادق إلى 24.5٪، وهو مستوى قياسي منخفض في الولايات المتحدة. مدن العالم في الحجر الصحي، مع المطاعم ودور السينما والنوادي والعروض، وجميع وجهات الرحلات الشعبية، مغلقة. اتّجهت الشركات إلى نموذج العمل في المنزل، دون الحاجة إلى التنقل عن طريق مشاركة الرحلة. من المتوقع أن ينخفض سفر الأعمال، وهو جزء متزايد من صناعة مشاركة الرحلات، بأكثر من 35٪ في عام 2020.
نقلًا عن موقع فوربس، كان هناك سبب رئيسي آخر لانخفاض عدد ركاب الرحلات وهو الخوف من العدوى، والتي بذلت شركات النقل المشتركة جهدًا لمعالجتها.
في 7 مايو، أعلنت شركة أوبر عن خسارة 2.9 مليار دولار خلال الوباء في الربع الأول، وخسارة السهم 1.70 دولار. وشكلت الخسارة البالغة 2.9 مليار دولار زيادة بنسبة 163٪ عن خسارتها البالغة 1.1 مليار دولار في الربع الرابع من عام 2019. وبلغت الإيرادات 3.54 مليار دولار، في حين انخفض عدد الرحلات من 1907 مليون إلى 1.658 مليون.
-
انخفاض في أنشطة الركوب يُقابله انتعاش في أنشطة توصيل البقالة “أوبر إيتس”..
من ناحية أخرى، نمت إيرادات أوبر إيتس بأكثر من 50٪ لتصل إلى 819 مليون دولار في الربع الأول من 2020. نمت إيرادات Uber Freight بنسبة 57٪ لتصل إلى 199 مليون دولار. أطلقت أوبر أيضًا خدمة توصيل البقالة (بالشراكة مع شركة Cornershop لتوصيل البقالة) في يوليو من عام 2020.
مع الانخفاض الحاد في عدد الركاب، ولا شك في بعض الخوف من العدوى، فإن حوالي 58٪ من السائقين لا يقودون سيارات أوبر أو ليفت أثناء الوباء، وفقًا لاستطلاع أجراه هاري كامبل، على 1000 سائق.
لم يقتصر الأمر على الوباء، فقد واجهت أوبر أسئلة تتعلق بسلامة الركاب. وتم رفع دعوى قضائية ضد الشركتين من قبل ولاية كاليفورنيا (وماساتشوستس) بشأن تصنيف الشركة للسائقين كمقاولين مستقلين. ينص قانون AB5 المثير للجدل في كاليفورنيا على أن العديد من المتعاقدين المستقلين “تم تصنيفهم بشكل خاطئ” ويجب أن يكونوا موظفين. مع ذلك، أظهر استطلاع حديث لـ Rideshare Guy على 1000 سائق أنه على الرغم من الوباء، أراد 71٪ أن يظلوا مقاولين مستقلين، بينما أراد 17٪ فقط أن يكونوا موظفين.
في نهاية المقال، قالت فوربس أنه ومع عودة المدن إلى الحياة بشكلٍ متقطع، قد تنتعش أعمال أوبر وليفت مجددًا ولو بشكلٍ بطيء وتدريجي.
اقرأ أيضًا:
أوبر تتراجع عن تجميد أعمالها في كاليفورنيا بعد قرار الاستئناف
أوبر تسمح للسائقين بتحديد أسعارهم الخاصة في الولايات المتحدة