تعرف على الرجل الذي علّم أوبر ثقافة الاعتذار!

في يناير 2017، كان من المقرر أن يلقي جون ليست خطابًا رئيسيًا في اجتماع مرموق أمام عددٍ من كبار الاقتصاديين. التقط هاتفه، وباستخدام تطبيق أوبر، حجز سيارة أجرة لأخذها في رحلة مدتها 30 دقيقة من منزله. نظر لأعلى لفترة وجيزة، بينما كانت السيارة تسرع على طول بحيرة شور درايف، على ضفاف بحيرة ميشيغان، وانغمر في إكمال عمله قبل أن يصل إلى مقر الاجتماع.

بعد حوالي 20 دقيقة نظر مرة أخرى. بالتأكيد يجب أن يكون قد وصل إلى وجهته! لكن كان قد عاد من حيث بدأ! فبينما كان منشغلًا في عمله، حدث خطأ ما في تطبيق أوبر جعل السائق يُغيّر وجته إلى منزل ليست.

وعلى الرغم من أن الأسباب التي دفعت ليست للغضب بشدة من أوبر، لكن الأخيرة لم ترسل له اعتذارًا عن الخطأ الذي حصل. وبسبب غضبه، تمكّن ليست من الوصول إلى الرئيس التنفيذي لشركة اوبر آن ذاك، ترافيس كالانيك.

وبعد مكالمة مطوّلة شرح خلالها ليست ما حصل، وسخطه على التطبيق، قال كالانيك: “ما أريد معرفته، هو كيف يجب أن تعتذر أوبر عندما تُواجه هذا النوع من التذمر من أحد عملائها؟ وما هي أفضل طريقة للحفاظ على ولاء العملاء عندما يمرّون بتجربة ممثالة؟”

 

جون ليست، الرجل الذي علّم أوبر كيف تعتذر!

 

كيفية الاعتذار هو سؤال تهتم به كل شركة تسعى إلى بناء قاعدة من العملاء الأولياء. وحالة جون ليست كانت ملائمة لاختبار طريقة اعتذار الشركة واسترجاع عمليها الساخط عليها.

جون ليست، صاحب الخلفية العائلية المتواضعة، فوالده سائق شاحنة من شمال شرق ماديسون، عاصمة ولاية ويسكونسن. وليست نفسه كان يحلم بأن يُصبح لاعب جولف، ثم اكتشف ولعه الشديد بالاقتصاد ليُغيّر مسار حياته.

اليوم، يشغل منصب عضو في هيئة تدريس الاقتصاد في إحدى أفضل الجامعات الأمريكية، جامعة شيكاغو. ولبضع سنوات، كان يعمل كأحد كبار اقتصاديي أوبر، وبعد أن غادر منصبه مع اوبر عمل في نفس المنصب مع شركة ليفت.

الخطوة الأولى التي خطاها ليست خلال عمله في أوبر هي النظر إلى ما حدث لمستخدمي التطبيق بعد أن اختبروا رحلة سيئة، وهي رحلة استغرقت وقتًا أطول مما توقعه التطبيق. خلال تحليل الأرقام، اكتشف هو وزملاؤه أن الركاب الذين عانوا من رحلة سيئة سينفقون أقل 10% أقل على رحلاتهم مع اوبر في المستقبل، وهو ما يُمثّل خسارة كبيرة في أرباح الشركة.

كانت الخطوة التالية هي الخروج بمجموعة متنوعة من الاعتذارات، وتجربتها بشكل عشوائي مع أولئك الذين مروا برحلة سيئة.

اتضح أن هناك نوعًا من علم الأسف. درس علماء الاجتماع – وعلماء النفس على وجه الخصوص – أنواع الاعتذارات التي تعمل. لكن جون ليست كانت لها ميزة كبيرة. يمكنه في الواقع قياس التأثير.

 

سياسة اوبر في الاعتذار من عملائها..

شركة أوبر

وضعت الشركة عدة أنواع من الاعتذار، الاعتذار الأساسي – “نلاحظ أن رحلتك استغرقت وقتًا أطول مما توقعنا ونحن نعتذر بصدق”. يتضمن الاعتذار الأكثر تعقيدًا الاعتراف بأن الشركة أخطأت. نوع آخر من الاعتذار ينطوي على الالتزام – “سنحاول التأكد من أن هذا لن يحدث مرة أخرى.”

مع بعض هذه الاعتذارات، عرضت أوبر خصمًا قدره 5 دولارات على الرحلة التالية. في التجربة، كان هناك أيضًا مجموعة من عملاء اوبر لم يتلقوا أي اعتذار على الإطلاق.

كانت النتيجة مفاجئة. ثبت أن الاعتذار بأي شكل كان غير فعال. لكن الاعتذار المقترن بكوبون 5 دولارات أبقى الكثير من الناس مخلصين. “لذلك، ينتهي الأمر بإعادة ملايين الدولارات من خلال تهدئة المستهلكين باعتذار وقسيمة.”

لقد اتضح أن ما يريده المستهلكون هو أن تُظهر الشركة ندمها من خلال تلقي ضربة مالية. ولكن بالنظر إلى الإحصائيات بشكل أعمق، أدرك ليست أنه حتى هذا الإجرائ توقف عن العمل إذا كانت هناك رحلة سيئة ثانية أو ثالثة. في الواقع، بدا أن الاعتذار الثاني أو الثالث زاد من نفور العملاء.

ومن سلسلة الدراسات التالية، تبيّن أن كل ما يهم المستهلكون السعر: فكلما انخفضت التكلفة، زادت احتمالية حجز سيارة أجرة. لكن تحليل كيفية استخدامنا لتطبيقات السيارات يكشف أيضًا عن بعض التحيزات والخصائص في السلوك الاقتصادي البشري.

بالمناسبة، إذا قررت يومًا أن تصبح سائقًا في أوبر، وتعتقد أن التعامل بلطف مع العميل سيكون له تأثير كبير على دخلك، فهناك بعض الأخبار السيئة. يقول جون ليست إنه حتى عندما يقوم العملاء بتقييم سائق واحد بنسبة 10٪ أعلى من الآخر من حيث اللطف، فإن كلاهما يتلقى نفس الإكرامية.

 

المصدر

اقرأ أيضًا:

أوبر تستثمر في أحياء لندن الفقيرة ب 6 مليون دولار لتزويدها بالسيارات الكهربائية

أوبر تبحث عن بدائل استراتيجية لمشروع التاكسي الطائر Uber Elevate

المزيد
30 أكتوبر، 2020

كيف تحوّلت أوبر من مشروع ناشئ إلى أحد أكبر شركات النقل التشاركي؟

لكل شركة قصة نجاح يرويها رؤساؤها بفخر في كل مناسبة أو حفل تكريم. أوبر هي واحدة من الشركات التي ذاع صيتها بقوة في العقد الأخير. الشركة التي بدأت من فكرة، أصبحت اليوم أحد أكبر الشركات العالمية والتكنولوجية في مجال النقل التشاركي وتوصيل الأفراد والأشياء كذلك!

يعود الفضل في تأسيس شركة أوبر تكنولوجيز إلى ترافيس كالانيك وجاريت كامب. المؤسسان خرجا بفكرة إنشاء تطبيق يربط بين العملاء الباحثين عن سيارة أجرة أو توصيلة، مع أصحاب مكاتب السيارات.

بدأ تنفيذ الفكرة في مدينة نيويورك الأمريكية بأسطول يتألف من ثلاث سيارات فقط، واليوم تفتخر الشركة بفروعها الممتدة في أكثر من 700 مدينة عالمية، وإتاحتها فرص عمل لمئات الآلاف من السائقين المشاركين.

أوبر كانت في البداية مجرد فكرة مشروع ناشئ بتمويل محدود حالها كحال أي مشروع آخر، لكن حسن إدارة المشروع ساهم في توسّعه بشكلٍ تدريجي حتى أصبح بالقوة والحجم الذي وصل إليه اليوم!

وعلى الرغم من خسارة الأموال الشهرية التي تُعلنها الشركة، والتأثير السلبي المالي على أرباح الشركة بفعل جائحة فيروس كورونا، لكن الشركة لا تزال صامدة وعملاؤها بازدياد ملحوظ وأعمالها في نموٍ مستمر!

هذا الأمر يدفع أصحاب المشاريع إلى التفكير في الاستراتيجية الصحيحة التي تتبعها اوبر من أجل الحفاظ على نموها وعملائها في وقتٍ تُلاقي فيه معظم المشاريع الناشئة فشلًا ذريعًا وينتهي مصيرها إلى الانهيار!

 

دروس مستفادة من نجاح شركة أوبر..

أوبر

أفكار عكس التيار!

لعل أشهر ما يُقال عن مؤسس شركة أوبر هو اتّخاذه قرارات عكس التيار وعكس السوق. فبعد دراسة السوق ومتطلباته وبيانات جوجل، اتّضح أن هناك تناسق بين المنتوج والسوق، وهو ما يُعرف باسم Product Market Fit في علم التسويق.

من هنا، بدأ فريق العمل في إنشاء تطبيق أوبر في مدة ثلاثة أشهر، وتطويره بشكلٍ كبير وتحسين التصميم ليُصبح ما هو عليه اليوم. وأصبحت هناك فكرة أوضح عن ما يحتاجه التطبيق بالتحديد ليعمل بطريقة one click ببساطة.

 

البيئة التنافسية العالية لفريق العمل..

أحد أهم الأسباب التي جعلت مشروع أوبر ينجح ومشاريع أخرى عديدة مشابهة فشلت هو التنافسية العالية في بيئة العمل. ليست كل أفكار اوبر ناجحة، فالعديد من الأفكار والتطبيقات لاقت فشلًا ذريعًا، لكن التنافسية الكبيرة، والتركيز على فهم المشاكل وحلّها، زاد من فرص نجاح الشركة.

إن كُنت تّفكّر في تنفيذ فكرة مشروع ناشئ في رأسك، فإن دراسة مشروع اوبر يمنحك العديد من الدروس المستفادة، وكيفية النهوض بفكرة لتُصبح شركة عالمية ضخمة.

منذ البداية، علمت الشركة أن كل دولار تنفقه سيعود عليها بقيمة إضافية طبقًا لمعادلة دقيقة، الأمر الذي دفعها إلى الاستثمار بكثرة في البداية لتصل إلى حاجز اللاعودة وتلتهم كل شيء.

كما سعت الشركة إلى تحدي قوانين الدول عبر إضفاء شرعية على تطبيقها من خلال الترويج له بقوة وحصد قاعدة جماهيرية كبيرة من المستخدمين. فالدولة في نهاية الأمر لن تتمكّن من سجن كافة المستخدمين، وستضطر للسماح للتطبيق بالعمل وفق شروط تضعها الدولة.

 

المصدر

اقرأ أيضًا:

أوبر للأعمال تقدم خيارات تنقل إضافية لعملائها خلال الجائحة

المزيد
20 أكتوبر، 2020

خطأ فادح ارتكبه الرئيس التنفيذي لشركة أوبر قد يضع نهاية قريبة لها!

يبدو أن عام 2020 يُعتبر الأسوأ في تاريخ شركة أوبر تكنولوجيز! بعد التبعات السلبية التي تسبّبت بها جائحة فيروس كورونا وتكبّد الشركة خسائر مالية فادحة بسبب تراجع الطلب على توصيل الركاب، إضافةً إلى تسريح مئات العاملين والسائقين، نشرت مجلة INC الأمريكية تقريرًا توقّعت فيه المزيد من الأزمات والخسائر التي قد تضع نهاية لعمل الشركة في المستقبل القريب!

 

خسائر وأزمات جديدة في مستقبل شركة أوبر قد تضع حدًا لمسيرتها إن لم تُغيّر سياستها!

دارا خسروشاهي

في التقرير الذي تناولته المجلة الأمريكية، فقد سلّطت الضوء على استقالة المؤسس المشارك والرئيس التفيذي السابق “ترافيس كالانيك” من منصبه في مجلس إدارة الشركة، وقطع علاقته بشكلٍ كامل مع الشركة، والذي كان له دوٌر كبير في بنائها من الصفر.

كما ذكرت INC، فقد أُجبر كالانيك على ترك منصبه كرئيس تنفيذي لشركة أوبر في عام 2017، بعد سلسلة من الفضائح والعلاقات العامة السيئة التي أقنعت المستثمرين بالحاجة إلى تغيير قيادة الشركة. وقد تم استبدال كالانيك بالرئيس التنفيذي السابق لشركة إكسبيديا دارا خسروشاهي.

وعلى الرغم من العلاقة الودية التي جمعت خسروشاهي وكالانيك بعد استقالة الأخير من منصبه السابق، إلا أن حقيقة الأمر كانت غير ذلك. فقد حُرم كالانيك من حضور حفل الطرح العام للأسهم في مايو السابق في بورصة نيويورك للأسواق المالية، ما اعتبره خُبراء بمثابة تقليل من شأن الرجل الذي استثمر سنوات طويلة في بناء الشركة.

في الأشهر التي تلت ذلك، باع كالانيك جميع أسهمه في الشركة. من خلال خروجه من المشهد، فهو في الواقع “غسل يديه” من أي شيء له علاقة بأوبر بعد ذلك. وبالسماح لكالانيك بالابتعاد،فقد خسرت أوبر روح الشركة أكثر من الخبرة.

 

سقوط اوبر..

في الواقع، بدأت إمبراطورية أوبر بالانهيار في عام 2017 بسبب تدوينة من مهندس سابق في الشركة كشف فيها عن تفاصيل من المضايقات والخُدع والتخريب الوظيفي الحاصل في الشركة. وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نشرت قصة اتّهمت فيها أوبر بالتجسس على منافسيها ومقطع فيديو مسرّب للرئيس التنفيذي السابق وهو يشتم أحد سائقيه بعد شكواه من انخفاض الأجر.

في النهاية، قرر مستثمرو أوبر أن الشركة بحاجة إلى قيادة جديدة. استقال كالانيك بعد ذلك بوقتٍ قصير، وحلّ محله خسروشاهي. وفي أول اجتماعٍ له مع الموظفين، قال خسروشاهي: “ما أوصلنا إلى هنا ليس ما سيأخذنا إلى المستوى التالي”.

بحسب مجلة INC، ربما كان خسروشاهي على حق، لكنه أيضًا كافح من أجل نقل أوبر إلى “المستوى التالي”. وانخفضت القيمة السوقية للشركة بنحو 30 مليار دولار منذ طرحها للاكتتاب العام في مايو. واستمرت في خسارة مليارات الدولارات سنويًا، مع عدم وجود خطة واضحة للربحية في الأفق.

وعلى الرغم من الذكاء والقدرة الكبيرة على الاستثمار التي يمتلكها خسروشاهي، إلا أن كالانيك كان يمتلك شيئًا مهمًا للشركة، وهو العاطفة والحماس والاعتقاد بأن أوبر ستُغيّر العالم. هذا الحماس يغيب عن خسروشاهي كما يبدو في المقابلات والتصريحات.

وربما يأمل كانيلاك أن يحدث معه نفس سيناريو ستيف جوبز مؤسس شركة أبل الذي باع اسهمه وترك الشركة إلى أن طلبت منه العودة مرة أخرى ليستعيد منصبه كرئيس تنفيذي.

وأسس كانيلانك شركة ناشئة تدعى CloudKitchens حيث يأمل من خلالها في إنتاج طعام أرخص للتسليم مما يخفض تكاليف المطاعم التي ترغب في توسيع نطاق توصيل الطلبات.

 

اقرأ أيضًا:

إيرادات أوبر تخالف التوقعات بتراجع 29% خلال الربع الثاني من العام الجاري

المزيد
6 سبتمبر، 2020