أوبر تواجه منافسة شديدة في مصر مع دخول لاعبين جدد للسوق
أصبحت شوارع القاهرة المزدحمة مسرحًا نشطًا للمنافسة في سوق النقل بالتحديد. فمنصات توصيل الركاب المحلية والدولية كأوبر وديدير، تتنافس للحصول على شريحة من أكبر سوق في العالم العربي لمقدمي خدمات النقل.
سوق خصب للنمو والمنافسة
منذ دخولها مصر في عام 2014، حافظت شركة أوبر الأمريكية، والتي تعمل في 10 مدن في جميع أنحاء البلاد بالإضافة إلى القاهرة، على هيمنة طويلة الأمد على السوق.
لكن دخول شركات عالمية جديدة لخدمات سيارات الأجرة منذ عام 2020 وظهور بدائل أخرى يمثل نقطة تحول في زيادة المنافسة واحتمالات أكبر للعملاء.
تزيد هذه الشركات من خيارات التنقل للأفراد، في سوقٍ يتألف من 100 مليون نسمة ويعتبر واحدًا من أسرع التركيبة السكانية نموًا في المنطقة. لذلك تعتبر مصر سوقًا مربحًا لهذا القطاع التجاري.
وفقًا لدراسة أجريت عام 2021 من قبل شركة أبحاث السوق والاستشارات Grand View Research، فقد بلغت قيمة سوق خدمات حجز السيارات في مصر 922 مليون دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل سنوي مركب قدره 15.8٪ حتى عام 2028.
ستعزى هذه الزيادة بشكل أساسي إلى تزايد عدد سكانها في المناطق الحضرية، وانخفاض معدل ملكية المركبات، وعدم كفاية البنية التحتية للنقل العام، وزيادة انتشار الإنترنت واستخدام الهواتف الذكية.
لسنوات، هيمنت شركة أوبر على سوق سيارات الأجرة في مصر، خاصة بعد استحواذها على منافسها الرئيسي في الشرق الأوسط، كريم، في عام 2019 مقابل 3.1 مليار دولار، ومنذ ذلك الحين أصبحت شركة تابعة لأوبر تعمل كعلامة تجارية مستقلة.
في عام 2021، كان لدى أوبر 703 آلاف سائق في مصر، وتعمل في 11 مدينة، وتغطي أكثر من نصف محافظات الدولة، وفقًا لمراجعة العام للشركة.
أوبر مصر، سجالات قانونية وامتيازات أخرى..
شاركت كل من أوبر وكريم في العديد من المعارك القانونية، ويرجع ذلك أساسًا إلى حقيقة أنهما نوع جديد من الأعمال، تختلف عن العمل التقليدي لسيارات الأجرة في مصر.
ومع ذلك، في منتصف عام 2018، أصدر البرلمان المصري قانونًا لتنظيم طلبات الركوب، وفي عام 2019 أعطت هيئة مراقبة المنافسة الضوء الأخضر لشراء أوبر لكريم، مما مهد الطريق لعملها السلس في البلاد.
في عام 2017، استثمرت أوبر أيضًا 20 مليون دولار في مصر لإنشاء مركز التميز، وهو أكبر مركز دعم للشركة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويقدم المساعدة للعملاء والركاب والسائقين في المنطقة.
في عام 2018، قررت أوبر استثمار 100 مليون دولار أخرى في مصر على مدى خمس سنوات لتوسيع جميع خدماتها في البلاد.
لكن مع نهاية عام 2020، تغيرت الصورة بشكلٍ كبير. فقد أدى دخول تطبيقات جديدة لاستدعاء سيارات الأجرة إلى مصر، مثل إندرايفر وديدي الصينية، وظهور منصت محلية استحوذت على حصة من السوق، إلى زيادة المنافسة والخيارات، لا سيما في مدينة القاهرة.
إندرايفر هي أول لاعب خارجي نافس أوبر في مصر. دخلت الشركة للسوق المصري في سبتمبر 2020، وأدخلت نظامًا جديدًا يسمح للركاب والسائقين التفاوض على السعر مقدمًا، على عكس نظام الأجرة الثابت من أوبر وكريم.
ديدي، التي تأسست عام 2012، لديها حوالي 600 مليون مستخدم في جميع أنحاء العالم ودخلت السوق المصرية في سبتمبر 2021.
بدأت الشركة العمل في الإسكندرية وفي الأشهر الأخيرة توسعت إلى القاهرة، بأسعار تنافسية للغاية.
خلال مرحلتها التجريبية، اختارت إندرايفر عدم فرض رسوم، مما أدى إلى انخفاض كبير في السعر النهائي للمشاوير مقارنةً بأوبر وكريم وعزز شعبيتها، بطريقة مماثلة لديدي.
أدى الدخول الناجح لكلتا الشركتين إلى إعلان شركة أوبر في 27 يناير عن خفض بنسبة 8.2٪ في رسومها لكل كيلومتر و 6.6٪ في رسوم الدقيقة.
من خلال الأسعار المنخفضة، اكتسبت هذه الشركات شعبية كبيرة في السوق، لكن الأسعار ارتفعت بشكل كبير مؤخرًا ومن المرجح أن يكون لها تأثير على الطلب.
بالإضافة إلى ذلك، قد تزيد الحكومات من اللوائح التنظيمية لهذه الشركات، حيث أظهرت الدراسات الحديثة في الولايات المتحدة أنها زادت من الازدحام بنسبة تزيد عن 20٪ “.
الغالبية العظمى من السكان يبحثون عن حل موثوق ومريح في ذات الوقت وميسور التكلفة بلا شك. تتنافس هذه الشركات اليوم على تقديم خدمات بأسعار بمتناول اليد وجودة مثالية، ولا شك أن الاشتداد في المنافسة سيؤدي لتحسن أكبر في الخدمات لإرضاء العملاء.
اقرأ أيضًا: