ما السبب خلف تراجع أوبر المستمر بين تطبيقات توصيل الركاب الأخرى في بريطانيا؟

10 نوفمبر، 2021

منذ أول ظهورٍ لها في عام 2009، أحدثت تطبيقات توصيل الركاب وتأجير السيارات، مثل أوبر، ثورة في سوق سيارات الأجرة. لكن اليوم، يتزايد قلق الركاب في الوقت الذي تراجعت به أعداد التوصيلات المتاحة وصعوبة حجز سيارة. وإذا حالف أحدهم الحظ ووجد الرحلة، غالبًا ما تكون أغلى من المعتاد بكثير.

تواجه أوبر هذه المشكلة منذ استئناف أعمالها مجددًا بعد الوباء وتزايد الطلب على رحلات. وعللّت الشركة هذا التراجع في رحلاتها إلى ترك العديد من السائقين العمل بها. لكن هل هذه هي القصة كلها؟

في واقع الأمر، العديد من العوامل دفعت السائقين لمغادرة المنصة وتراجعت أعمال الشركة في أسواق عالمية كأمريكا والمملكة المتحدة.

 

تراجع أرباح سائقي أوبر

العديد من السائقين أبدوا غضبهم من نظام عملهم مع اوبر معلّلين مغادرتهم المنصة بتراجع أجورهم.

اتحاد العمال المستقلين في بريطانيا العظمى للسائقين الخاصين المتحدين، قال إن أجور سائقي اوبر انخفضت بحوالي 20% منذ أن حكمت المحكمة العليا في فبراير الماضي بأن السائقين عمال وليسو متعاقدين مستقلين.

أما بخصوص الأسعار المرتفعة التي يشتكي منها الركاب، فهي سياسة آلية تقوم بها منصات توصيل الركاب عند ارتفاع الطلب بشكلٍ كبير في ظل انخفاض العرض.

حيث تقوم شركات توصيل الركاب عبر تطبيقات الهاتف بتطبيق نظام تسعير مفاجئ ومرتفع، وخلال هذه الفترة يكسب السائقون المزيد، لكن العملاء يواجهون أسعارًا أعلى بكثير.

 

تراجع أسعار الرحلات في ظل ارتفاع المنافسة بين تطبيقات توصيل الركاب المختلفة

في الربع الثاني من عام 2019، خسرت أوبر 5.24 مليار دولار في 1.68 مليار رحلة، ودفعت فعليًا للمستهلكين ما متوسطه 3.12 دولار لكل رحلة للاستحواذ على مساحات شاسعة من سوق سيارات الأجرة العالمية.

في حين أن أوبر قد تكون قضت على سوق سيارات الأجرة، إلا أنها لم تقضِ على المنافسة مع المنافسين الآخرين الذين يعتمدون على التطبيقات، مثل ليفت وبولت، الذين اتبعوا استراتيجيات تسعير مماثلة.

هذا يعني أن المناطق التي حققت فيها هذه الشركات نجاحًا أكبر هي الأكثر تعرضًا لارتفاع الأسعار، لعدم وجود منافسة متبقية.

 

الوباء وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

بالإضافة إلى آثار الوباء، انخفض عدد المركبات المرخصة – سيارات الأجرة والمركبات الخاصة المؤجرة مثل مركبات أوبر – في إنجلترا بنسبة 15.9% من 2020 إلى 2021.

خلال الإغلاق، سعى العديد من السائقين الذي وجدوا أنفسهم بلا عمل فجأةً إلى البحث عن أعمال بديلة، واتّجه عدد كبير للعمل عبر الإنترنت وفي التجارة الإلكترونية والتوصيل الذي ازدهر العام الماضي.

يعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عاملاً أيضًا، فقد غادر أكثر من 200000 من مواطني الاتحاد الأوروبي المملكة المتحدة.

قبل الخروج من الاتحاد الأوروبي، كان العمل سريعًا ويسهل العثور على أشخاص قادمين للعمل في البلاد بأعمال البناء والنقل.

تراجع هذا العدد من الوافدين لبريطانيا انعكس سلبًا على أعداد السائقين النشطين.

 

ارتفاع تكلفة القيادة لصالح تطبيقات توصيل الركاب

أدت التكلفة المرتفعة للسيارات المستعملة، مدفوعة بالطلب المتزايد وانخفاض إنتاج السيارات الجديدة إلى زيادة كبيرة في تكلفة الدخول للعمل في منصات توصيل الركاب مثل أوبر.

كما أن الزيادة الكبيرة في أسعار النفط الخام أدت لارتفاع تكلفة الوقود والمحروقات، الأمر الذي انعكس سلبًا على أرباح السائقين وغادر عدد كبير منهم هذه المنصات.

 

اقرأ أيضًا:

كيف أثرت أزمة الوقود الخانقة في بريطانيا على أعمال أوبر؟

أوبر تواجه تحدي نقص السائقين في بريطانيا بسبب تحولهم للعمل لمنصات أخرى

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *