سائقون سابقون في أوبر يشكلون تعاونية لمنافسة أعمالها في أمريكا

7 يونيو، 2021

في الوقت الذي بدأت فيه أوبر وشركات نقل الركاب الأخرى بالترويج لنماذج أعمالها، كانت صناعة “اقتصاد الوظائف المؤقّتة” لا تزال في بدايتها.

ولاستقطاب أكبر عدد ممكن من العاملين، وعدت هذه الشركات السائقين المحتملين بالمرونة والريادة في العمل معهم. وقد استقطبت هذه الوعود عددًا ضخمًا من السائقين المتلّهفين لوضع جداولهم الخاصة وتحديد الأجرة وغير ذلك من الامتيازات.

وبعد أن أصبح اقتصاد الوظائف المؤقّتة صناعة تُقدّر بمليارات الدولارات، تملّصت أوبر والشركات الأخرى من وعودها السابقة، ويبدو أنها تفرض نموذج عملها فرضًا على كل من يرغب بالانضمام إلى منصاتها الرقمية.

هذا الأمر دفع بعض السائقين غير الراضين عن ذلك إلى تشكيل تعاونيات، وذلك أملًا في استرداد بعض المال والنفوذ في اقتصاد الوظائف المؤقتة.

 

سائقون سابقون في أوبر يُنافسون عملاق الركوب بتشكيل تعاونية في نيويورك

تعاوينة السائقين “Drivers Cooperative”، هي مجموعة أسّسها موظف سابق في اوبر وأحد سائقي السيارات السوداء الخاصة، وتعمل في نيويورك.

وقد بدأت التعاونية بإصدار أسهم تملّك للسائقين المنضمين إليها أوائل مايو الماضي، وتُقدّم رحلات نقل على تطبيقها منذ أسبوعيْن.

حتى الآن، انضم 2500 شخص للتعاونية، وتنوي الحصول على عمول أقل من اوبر وليفت ومحاسبة الزبائن بأجرة أقل.

وتسعى تعاونية السائقين لتحدي عملاق الركوب مستقبلًا، لكن نظرًا لحجم المصاعب التي تُعيق من نموّها، مثل قلة القدرة التقنية ورأس المال المخاطر، يبدو أن تقويض شركة كأوبر لن يكون بالأمر السهل!

لكن يرى السائقون المنضمون للمجموعة أنه حتى شركة صغيرة مثل Drivers Cooperative قادرة على إحداث فرق في عملهم والسماح لهم بكسب المزيد من المال؟

 

نموذج عمل طموح..

تقول التعاونية أنها تُخطط لدفع 10% فوق الحد الأدنى للأجوز الذي تُحدده هيئة التاكسي والليموزين في نيويورك، وإعادة أرباح السائقين على هيئة أسهم.

وعلى الرغم من أن الأجر الأعلى يُعتبر عامل جذب قوي للسائقين للانضمام إلى التعاونية، لكن ظروف الجائحة تسببت في عزوف العديد من العاملين بهذا المجال من العودة للعمل مرةً أخرى، ما خلق عجزًا على المستوى الوطني.

وكانت أوبر قد كشفت في تقرير الأرباح في مايو الماضي إن لديها 3.5 مليون سائق نشط خلال الربع الأول من هذا العام، بانخفاض قدره 22% عن العام السابق.

وتسعى الشركة لتحفيز السائقين القُدامى والجدد على العودة مجددًا للعمل عبر تطبيقها من خلال تخصيص حوافز ومكافآت ضخمة.

حيث خصّصت الشركة 250 مليون دولار تكلفة الحوافز التي أعلنت عنها لإغراء السائقين بالعودة مجددًا للعمل على منصتها.

لكن عند تعافي العرض وعودة السائقين مجددًا، فمن البديهي أن تنخفض أجور السائقين في اوبر.

تلك أحد الأسباب التي دفعت لتشكيل التعاونية. حيث قال مؤسسو المجموعة إن الأعضاء عانوا للوفاء بنفقاتهم عندما كانوا يتقاضون أجورهم التقليدية لشركات النقل.

أريانا آن ليفينسون، الأستاذة في كلية برانديز للقانون بجامعة لويزفيل – وتدرس ملكية الموظفين – قالت إن الضغط الاقتصادي الناجم عن الجائحة دفع العاملين لاستخدام التعاونيات كأداة ضغد ضد الشركات القائمة، آملين في زيادة أجورهم.

وأضافت أن المتعاقدين المستقلين نجحوا في استخدام النظام التنافسي لتنظيم أعمالهم والقدرة على المنافسة مقابل أجر معيشي.

وقال إريك فورمان، منظم عمالي ومؤسس في تعاونية السائقين: “لم أرَ هذا النهم للتغيير لدى السائقين، فكل معاملة مالية تكشف عن استغلال، وهم يشعرون بأن الوسيلة لاستعادة السيطرة هي بامتلاك التحكم وملكية المنصة”.

هذه التعاونية أسّسها فورمان مع أليسا أورلاندو، رئيسة العمليات السابقة لأعمال أوبر في شرق أفريقيا، وكين لويس وهو أحد سائقي السيارات السوداء في مدينة نيويورك.

وكشفت أورلاندو عن سبب مغادرتها اوبر قائلةً إن صرخات السائقين المحتجين على تخفضيات الأجور هي ما دعتها لذلك.

خلال الجائحة، بحثت أورلاندو عن تعاونيات في الوقت الذي كان فيه سائقو اوبر وليفت يُعانون للحصول على تأمين ضد البطالة ووسائل حماية كافية.

وأضافت أن التعاونيات تحصل على المساعدة التقنية والتجارية من متطوّعين في صناعة التكنولوجيا.

 

كيف جذبت التعاونيات سائقي أوبر وشركات توصيل الركاب؟

تقوم التعاونيات بإغراء السائقين للانضمام إليها من خلال زيادة الأجور ومعالجة هواجس أخرى، كرسوم القروض المبالغ بها والتعطيلات المفاجئة في السيارات.

وتتعاون المجموعة مع الاتحاد الفيدرالي لسكان الشرق الأدنى في مدينة نيويورك، لتقديم مساعدات للسائقين على إعادة تمويل قروض سياراتهم، وتأمل المجموعة عبر ذلك أن تُخفّض نفقات السائقين.

 

المصدر

اقرأ أيضًا:

أول تشكيل نقابي لتمثيل سائقي أوبر في بريطانيا

لماذا تراجعت أوبر عن المرونة التي منحتها للسائقين بعد تمرير الاقتراح 22؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *