لماذا لم تساهم استثمارات أوبر الضخمة في ريادة الشركة وربحيتها؟

7 أبريل، 2021

بالنظر إلى استثمارات أوبر لتوصيل الركاب والخدمات الأخرى في العديد من المجالات والشركات، ما الذي يؤخّر الشركة عن تحقيق الربحية؟

 

استراتيجيات عمل أوبر

عند النظر في آلية عمل أوبر في الأسواق، يرى الخبراء أنها تعمل وفق افتراضيْن: الأول هو “استراتيجية اقتصاديات الحجم”.

حيث تحاول الشركة الاستفادة من تأثير الشبكة القوية للأفراد لزيادة عملياتها، ما يُمكّنها من خفض التكاليف التي تتحمّلها.

هذه التكاليف تتمثّل في تكلفة اكتساب السائق والاحتفاظ به، وتكلفة اكتساب العميل والاحتفاظ به. وكي تتمكّن الشركة من تحقيق أرباحها، فهي بحاجة لمضاعفة أرقام سائقيها وعملائها باستمرار، من أجل مضاعفة عملياتها.

في بداية الأمر، كانت اوبر تمنح سائقيها مكافآت قد تصل إلى 5000 دولار عند إكمال عدد معيّن من المشاوير.

لكن مع التوسّع في أسواق أخرى وانضمام المزيد من السائقين إلى منصّتها، بات من الصعب إدارة هذه المكافآت المالية خاصةً مع تعاملها مع تكاليف جديدة مثل الضرائب، التأمين، تكاليف التسويق، والمصاريف التشغيلية الأخرى.

هذا الأمر يعني أن اوبر مضطرة للبدء من الصفر في كل سوق جديد تقتحمه، وفي غالب الأمر لا تستفيد من الحجم الكبير الذي وصلت إليه في سوق أقدم، وتخسر هذا بسبب النمو.

والنتيجة النهائية لذلك هي خسارتها تحقيق الافتراض الأول في نموذج عملها، وعدم التمكّن من بناء تأثير الشبكة للاستفادة من اقتصاديات الحجم.

 

لماذا لا تُساهم استثمارات الشركة الضخمة في ربحية وريادة أوبر؟

الافتراض الثاني الذي تعمل وفقه الشركة هو جمع استثمارات ضخمة. وهذا بالفعل ما نشهده في نموذج عمل أوبر.

ففي عام 2011، أعلنت اوبر عن اولى استثماراتها في الجولة أ، بقيمة بلغت 11 مليون دولار مع شركة Benchmark.

واستمرت الشركة بعد ذلك في جمع الاستثمارات، لكنها لم تصل إلى الريادة التي كانت تطمح لها. والسبب في ذلك:

  • التضحية بالمال من أجل النمو عبر الاستحواذ

الهدف الأساسي من الافتراض الثاني كان امتلاك احتياطات نقدية كبيرة تستخدمها الشركة في إدارة عملياتها وإدارة المنافسة.

ومع رغبة الشركة في تحقيق النمو السريع والتوسّع في أسواق جديدة، كانت عملية إدارة النمو صعبة لتقوم بها بمفردها.

من أجل ذلك بحثت أوبر عن حلول أخرى، وكان أبرزها الاستحواذ على شركات أخرى. هذا الأمر أدّى إلى صرف مبالغ مالية ضخمة على امتلاك شركات جديدة.

كما أن النمو يأتي بجانب سلبي له تأثيرات قوية، وهي الضرائب.

وأبرز عمليات الاستحواذ التي قامت بها الشركة، استحواذها على شركة Otto في 2016، وشركة Mighty AI في 2019 لمساعدتها في تطوير برامج القيادة الذاتية.

وفي 2018، استحوذت على Jump Bikes لدمج الدراجات الهوائية في تطبيقها.

وفي 2019، استحوذت على كورنر شوب، وهي خدمة توصيل في أمريكا اللاتينية. واستحوذت العام الماضي على شركة بوستماتس لتوصيل الطعام بصفقة تُعتبر الأعلى في تاريخ الرشكة وبلغت 2.7 مليار دولار.

هذه الاتسحواذات المتتالية أثّرت بلا شك على التدفق النقدي للشركة. وبدلًا من استثمار الأموال الجديدة من تمويلات العمليات السابقة، أصبحت الشركة بحاجة للحصول على المزيد من الاستثمارات لتعويض المبالغ المدفوعة في سلسلة الاستحواذ، للحصول على سيول تمكّنها من الإنفاق على عملياتها.

 

  • المنافسة للسيطرة على سوق النقل التشاركي في العالم

تتعرّض أوبر لمنافسة مستمرة في معظم الخدمات التي تقوم بتقديمها في الأسواق المختلفة. بعض هذه الشركات المنافسة تمكّنت أوبر سحقها او الاستحواذ عليها، والبعض الآخر انسحب الشركة من أمامه في البلدان التي تعمل بها.

أهم هذه الشركات المنافسة:

  • Lyft في أمريكا

على الرغم من أن الحصة السوقية لشركة ليفت في أمريكا تبلغ 31% أمام 69% لصالح اوبر، لكن ليفت تنمو بوتيرة مستمرة، ما يجعل المنافسة بينها وبين اوبر شرسة للغاية.

  • Didi في الصين

تعتبر شركة ديدي المنافس الأول لأوبر في الصين. وكانت اوبر قد قامت بتأسيس شركة باسم Uber China نظرًا لضخامة السوق الصيني، وأشرف كالانيك على هذا الأمر بنفسه.

وعلى الرغم من ذلك، لم تتمكّن اوبر من منافسة ديدي، والسبب هو الدعم الحكومي للشركة الصينية، ما اضطرها في النهاية إلى الانسحاب من السوق بعد بيع شركتها إلى Didi الصينية مقابل 7 مليار دولار.

  • Grab في ماليزيا

يُعتبر تطبيق Grab الأكثر انتشارًا في العديد من دول جنوب شرق آسيا. وعلى الرغم من محاولات اوبر اختراق السوق الذي تعمل به Grab، لكنها فشلت في النهاية وانسحبت في صفقة اعتبرتها رابحة.

حيث استحوذت الشركة على حصة قدرها 30% من Grab مقابل 2.28 مليار دولار في 2018، وتتراجع هذه الحصة مع الوقت، حتى بلغت 23% بعد حصول اوبر على الأموال.

  • Yandix في روسيا

تبلغ حصة أوبر في Yandix الروسية حوالي 38%، وتُساوي 1.4 مليار دولار. وتعمل هذه الشركة على الربط بين سيارات الأجرة والركاب وتعمل في 17 دولة حول العالم.

  • Careem في الشرق الأوسط

بدأت خدمة كريم في الشرق الأوسط في عام 2012، وتتوافر في 14 دولة في المنطقة وتعمل داخل أكثر من 100 مدينة، إلى جانب عملها في أفريقيا وجنوب آسيا.

استحوذت أوبر على كريم في عام 2019 في صفقة بلغت 3 مليار دولار. بموجب ذلك فرضت اوبر سيطرتها على كريم بدلًا من المنافسة معها في هذا السوق الضخم.

لا تتوقف المنافسة مع اوبر على هذه الشركات فقط، بل هناك Ola في الهند و Cabify في إسبانيا، و Bolt في إستونيا، وغيرها العديد.

وتتمثّل مشكلة اوبر الأساسية في المنافسة بأنها لا تمتلك موظفين في هذه الدول. بل عند دخول كل سوق، تسعى جاهدةً للوصول إلى السائقين والعملاء وما يعنيه ذلك من تكاليف ضخمة.

بالإضافة إلى هذه الشركات، تسعى اوبر إلى منافسة مجموعة سوفت بانك SoftBank الاستثمارية، وهي المستثمر الرئيسي في اوبر والتي تحاول التحكّم في هذا السوق حول العالم.

وبلغ حجم استثمارات سوفت بانك حوالي 20 مليار دولار في العالم، وبإمكانها في أي وقت تمويل شركات أخرى منافسة لاوبر.

هذا الأمر يجعل اوبر غير قادرة على الفوز في منافسة طويلة الأمد، حتى مع امتلاكها كل هذه الاستثمارات. ففي النهاية، هيشركة وحيدة أمام البقية.

 

المصدر

اقرأ أيضًا:

 الذي يجعل أوبر واحدة من الشركات العالمية الواعدة في 2021؟

أسهم أوبر ترتفع، هل من الحكمة الاستثمار في أسهم الشركة اليوم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *